إﺑﺎدات ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ

إنّ الغارة التي دمّرت الدولة اليهودية في 7 أكتوبر 2023، وقُتل وأُسر فيها عدد كبير من الإسرائيليين، أعقبتها مذبحة حصلت في الهجوم الانتقامي على غزة، وقُتل فيها أكثر من 25000 فلسطيني.

تجسّد هذه المحرقة – بالمعنى الديني الأصلي للتضحيات الجماعية –لعنة الأرض المقدّسة في هذه الحقبة المأساوية التي نعيشها. إنها سلسلةٌ من العنف الأعمى تعود أسبابها إلى زمنٍ بعيد في تاريخ هذين الشعبين.

يُبيّن جيل كيبيل كيف يخلط أبطالُ هذه المأساة بين السياسي والديني في أفعالهم وخطبهم. فالإسلام المتطرف الذي تتبناه حماس السنِّية وحلفاؤها الشيعة، ويستلهم إيران، يقابله في المقلب الآخر المتعصّبون المُتشدّدون اليهود الذين يضمنون البقاء لحكومة نتنياهو واستراتيجياتها الملتبسة. من اليمن إلى لبنان، يؤدّي هذا الصراع إلى تفاقم التوترات الإقليمية وإلى بروز تداعيات على الساحة العالمية. وهو يأخذ شكل حرب عالمية ضد الغرب وقيمه حيث يتواجه الفصل العنصري والإبادة الجماعية. وإذ تبنّت بعض الدول والمنظمات مفهوم “الإبادة الجماعية”، فهي تدّعي أنها جزء من “الجنوب العالمي” الذي يخوض حربًا ضد “الشمال” الموصوم بأنه مستعمرٌ و”كاره للإسلام”.