أوروبا ومن لا تاريخ لهم

“كتبتُ هذا الكتاب كعالم انتروبولوجيا، غير أنني استندت أيضاً إلى التاريخ والعلوم الاجتماعية… لقد استهدفتُ تحدّي أولئك الذين يتوهمون أن الأوروبيين هم الوحيدون الذين صنعوا التاريخ…

لم يكن هدفي من الكتاب تقديم سجل لتاريخ العالم يحيط بكوكب الأرض ولا صياغة تاريخ للتوسع الرأسمالي في حد ذاته. لقد تركَّزتْ الفكرة على إظهار مدى استحالة امتلاك أي فهمٍ سليم لجملة المجتمعات والثقافات الإنسانية بدون إتقان فنِّ تصورِها في شبكة علاقاتها وأشكال تبعياتها المتبادلة على صعيدي المكان والزمان…

أعترف دونما اعتذار، بأنني مدين للفكر الماركسي. ثمة هذه الأيام نوع من الإغراء بتحويل هذه المنظومة من الأفكار إلى ركام مخلَّفاتِ تاريخ الفكر، بوصفها جزءاً من الحُطام … ويتعين علينا أن نتذكر أن التراث الماركسي انطوى على العديد من البدائل في الفكر والسياسة كان بعضها أغنى فكرياً من جملة الصيغ الأصولية المتزمتة التي سادت سياسياً.”