السياسي والتنازع
إن القناعة التي تفيد بإمكانية توافق عقلاني كوني ستقود الفكر الديمقراطي إلى الطريق الخطأ، فبدل أن يحاول منظرو الديمقراطية مناقشة دور المؤسسات الذي يكمن، بالنسبة إليهم، في حل الصراعات المنفعية والقيمية عن طريق إجراءات جزئية، يجب عليهم خلق فضاء “تنازعي” تكون فيه المواجهة بين مختلف مشاريع الهيمنة السياسية، لأن مثل هذا الفضاء يبقى شرطاً لا غنى عنه لممارسة الديمقراطية ممارسة فعالة. نتحدث كثيراً اليوم عن مفاهيم من قبيل “الحوار” و”التشاور”، لكن ما دلالة هذه المفاهيم داخل الحقل السياسي في غياب خيارات حقيقية، وعدم تمكن المشاركين في النقاش من الاختيار بوضوح بين البدائل المتباينة؟
حول الكتاب
المؤلف | شانتال موف |
---|---|
المترجم | مصطفى العارف |
الناشر | المنظمة العربية للترجمة / لبنان |
تاريخ النشر | 2024 |
$14.00
الوصف
ليس هناك أدنى شك في أن الليبراليين الذي يعتقدون بإمكانية بلوغ اتفاق عقلاني في المجال السياسي، والذين يعدّون المؤسسات الديمقراطية أداة لإيجاد جواب عقلاني للمشاكل المختلفة للمجتمع، سيتّهمون تصور السياسة المقدم في هذا الكتاب بأنه عدمي، مثلما هو الأمر بالنسبة إلى اليسار المتطرف الذي يعتقد بإمكانية وجود “ديمقراطية مطلقة”، ومن غير المجدي إقناعهم بأن المقاربة النزاعية التي يُحاول هذا الكتاب تطويرها تتلاءم مع الفهم “الحقيقي” للسياسي.
- شانتال موف: فيلسوفة بلجيكية معاصرة (1943)، تدخل اهتماماتها البحثية في إطار النظرية ما بعد الماركسية والفلسفة السياسية التنازعية والديمقراطية التعددية الجذرية.
- مصطفى العارف: باحث ومترجم وأستاذ الفلسفة المعاصرة في جامعة فاس، المغرب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.