تحقيق في الذّهن البشري
…يظهر إذاً أنَّ الطبيعةَ قد استصفت من أخلاط الحياة مزيجاً هو أنسبها إلى بني الإنسان، وأنها قد أسَرَّت إليهم مُنذرةً ألا بسترسلوا إلى أيٍّ من نوازعهم استرسالا، فيقعدوا منه عُجزاً عن غيره من المشاغل والمباهج. تقول لهم: أطلِقوا ما شئتم العنان لهُيامكم بالعلم ولكن اجعلوا علمكم إنشانياً يمكنه التعلّق مباشرةً بالعمل وبالمجتمع. ألا قد حرّمْتُ عليكم كل تفكيرٍ مستغلقٍ (على الناس) وكلَّ بحثٍ موغلٍ سحيقٍ؛ لأُسلِّطنَّ منهما شرَّ العقاب (على من لا يسمع منكم) بما يسوقانه عليكم من وُجوم السُّويداء، وبما يجرّانكم إليه من الرَّيبة التي لا تنتهي، وبما ستُستقبل به اكتشافاتكم المزعومة من البرود عندما تنشرونها. يا أيها الإنسان كُنْ فيلسوفاً. ولكن، عبر كامل فلسفتك تلك، ابقَ إنساناً”.
حول الكتاب
المؤلف | دايفد هيوم |
---|---|
المترجم | محمد محجوب |
تاريخ النشر | 2008 |
الناشر | المنظمة العربية للترجمة / لبنان |
$10.00
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.